يعتبر سوق توصيل الطعام واحدًا من أكثر الأسواق منافسة في مصر، ومن ضمن الشركات الناشئة التي تعمل ضمن هذا المجال كانت شركة جلوفو Glovo العالمية التي يقع مقرها في إسبانيا. إلا أن هذه الشركة فاجأت الجميع البارحة 30 أبريل/نيسان حين أعلنت بدون مقدمات عن انسحابها من السوق المصرية.
لمحة سريعة عن تاريخ الشركة ونشاطها
تأسست الشركة في عام 2015، واتخذت من مدينة برشلونة الاسبانية مقرًا لها، ومن ثم توسعت بشكل كبير وسريع ليشمل نشاطها عدد كبير من الدول في أوروبا وأمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى مصر والمغرب في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
تعمل الشركة الناشئة على توصيل الطلبات إلى الزبائن عبر استخدام تطبيق على أجهزة الموبايل يربط ما بين المستخدمين وشبكة كبيرة من ناقلي البضائع الذين يعملون بشكل مستقل، ويطلق عليهم اسم جلوفرز Glovers. وتعد الشركة بوصول الطلبية خلال أقل من 60 دقيقة، كما يتيح التطبيق للمستخدم إمكانية تتبع مسار نقل الطلب ومكان وصوله الحالي وتقدير الزمن المتوقع للوصول.
انسحاب مفاجئ من السوق المصرية
في حركة مفاجئة وصادمة بالنسبة للكثيرين، أعلنت شركة جلوفو Glovo بتاريخ 30 أبريل/نيسان من عام 2019 عن إيقاف جميع نشاطاتها وعملياتها في السوق المصرية. ولم تعلن الشركة عن قرارها للزبائن، إلا أن الخبر قد بدأ بالانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن تلقى العديد من شركاء التوصيل، أو الجلوفرز Glovers، رسائل تعلمهم بالقرار والتوقف عن العمل مع نهاية مساء الثلاثاء 30 نيسان/أبريل.
وقد كانت الشركة قد بدأت نشاطها وتوسعت في مصر خلال العام الفائت، وقدمت خدماتها في مدينتي القاهرة والإسكندرية، وتمكنت من حجز موقع مهم والمنافسة في سوق توصيل الطعام المصري، والذي لا تزال تسيطر عليه حتى الآن شركة Delivery Hero’s Otlob، التي تستحوذ على نسبة 16% من أسهم شركة جلوفو، مما يجعلها أكبر مساهمي الأقلية في الشركة.
موظفون بلا عمل
وتشير الأرقام إلى أن جلوفو Glovo كانت تمتلك فريقًا مكونًا من 40 موظفًا في مصر، معظمهم يعملون في خدمة الزبائن. كما تمتلك أكثر من 5000 شريك توصيل (أو غلوفرز)، منهم 3000 شريك نشيط على الأقل. وقد تم إعلام جميع موظفي وشركاء التوصيل بالقرار قبل عدة أيام. ووفقًا لموقع MENAbytes فإن جميع الموظفين سيتم تعويضهم حتى نهاية عقدهم وفقًا لقانون العمل المحلي، وسيستمرون بالعمل مع غلوفو لعدة أسابيع قادمة لمساعدة الشركة على إنهاء أمورها في مصر.
والمثير للاستغراب أن الشركة كانت أقد أعلنت قبل هذا القرار المفاجئ أنها تبحث عن مواهب لشغل وظائف ومواقع مختلفة تضاف إلى خطة القوى العاملة الخاصة بـ Glovo المصرية، وذلك بهدف دعم توسعها في مصر، مما يشير لعدم وجود نية سابقة للانسحاب من السوق.
والجدير بالذكر أن الشركة قد أعلنت في نفس يوم انسحابها من مصر عن انسحابها من تشيلي أيضًا، وقد كانت Glovo قد بدأت نشاطها في سوق الدولة الأمريكية اللاتينية منذ عامين تقريبًا. ولا بدّ من الإشارة إلى أن شركة Delivery Hero موجودة في تشيلي أيضًا عبر شركة PedidosYa التي كانت قد استحوذت عليها في عام 2014.
وهكذا، فإن شركة Glovo تعلن وبشكل مفاجئ عن انسحابها من السوق المصرية بدون مقدمات، تاركًة عشرات الموظفين ومئات العاملين في توصيل الطلبات في حالة من الحيرة والدهشة. وفيما تثار التساؤلات حول السبب الكامن وراء هذا الانسحاب، يربط البعض بين هذا القرار وبين إعلان الشركة في نفس اليوم عن كسبها لجولة استثمارية جديدة بقيمة 169 مليون دولار.