تحدث عن فكرة شركتك الناشئة للآخرين .. لن يسرقها أحد!

يقول البعض: "كلما تحدثتُ أكثر عن أفكاري المجنونة، كلما أصبحت تلك الأفكار أقرب إلى الواقع".

ولكن هل ينطبق هذا القول على تلك الأفكار التي تراودنا بخصوص تأسيس شركتنا الناشئة، هل حديثنا عن هذه الأفكار أمام الآخرين سيدفعهم لسرقتها وتنفيذها وجني الملايين بفضلنا، كما فعل "مارك زوكربيرج" مع صديقه عند تأسيس شركة فيسبوك؟ إذًا هل يجدر بنا إبقاء أفكارنا طيّ الكتمان وعدم البوح بها للآخرين؟

سرقة أفكار الشركات الناشئة، مجرد خرافة!

نعم، خرافة! وهي خرافة تستمر بالانتشار، وتدّعي أن شخصًا ما بمجرد سماعه بفكرتنا العظيمة سيسرع لتطبيقها وجني الملايين من ورائها، ولكن هذا يمكن أن يحدث في الأفلام وعلى الورق فقط. فامتلاك مجرد "فكرة" لا يعني أي شيء، جميعنا نمتلك أفكار رائعة وجميلة، ولكن العبرة تكمن في مكانٍ آخر تمامًا.

وللعلم، فقد امتلك الكثيرون أفكارًا عن مواقع التواصل الاجتماعي، وقاموا بتطبيقها فعلًا، قبل أن يقوم مارك بـ "سرقة" فكرة فيسبوك أصلًا!

الأفكار رخيصة .. وتنفيذها غالٍ

الأفكار رخيصة للغاية، والدليل على ذلك أنه لا أحد يشتري الأفكار، ولا يوجد سوق لبيعها وتداولها، مما يعني عدم وجود طلب عليها، وبعبارةٍ أو بأخرى يمكننا القول بأن الأفكار لا تساوي شيء، ولكن تنفيذها هو جوهر القضية.

يمكن لأحدهم أن يسرق فكرتك الناشئة، ولكن النجاح يكمن في كيفية تنفيذها، وفي العلم والتفاني والإخلاص والإبداع والكثير من الأشياء الأخرى التي لا بدّ من بذلها في سبيل ذلك، كما أن الفكرة التي يسهل تطبيقها واستنساخها بمجرد سماعها هي فكرة فاشلة أصلًا ولا تستحق أن تحزن عليها.

ولنفترض أن أحدهم تمكن من سرقة فكرتك مع كامل خطة التنفيذ، وقام بتأسيس شركته الناشئة بالفعل انطلاقًا من فكرتك الخاصة، ولكنه سيقف في مكانه ولن يتمكن من متابعة تطويرها، وسيقوم بإغلاق الشركة بعد فترة وجيزة على الأرجح!

متى يجب عليّ إبقاء أفكاري سرية؟

لنضرب مثالًا من خلال شركة كوكا كولا، إذ ليس المقصود أن تخفي عن الناس نيتك بإنتاج مشروب غازي لذيذ يدعى "كوكا كولا"، ولكن عليك إبقاء طريقة إنتاجه أو "الوصفة" أمرًا سريًا، أي عندما تصبح "ملكية فكرية قابلة للحماية".

ما يفعله المؤسسون الأذكياء هو أنهم يفصلون الفكرة عالية المستوى، مثل المشكلة والحل، عن المخططات التفصيلية لآلية عملها أو ما قد تكون عليه استراتيجية السوق.

تحدث عن أفكارك للآخرين!

على عكس الفكرة الرائجة، فإن إخفاء فكرتك في دماغك وإغلاق الأبواب عليها، لن يساعد على منع سرقتها، بل سيحرمها من الغذاء الذي تحتاجه للنموّ، وسيمنع تطورها نحو الأفضل. لأنك عندما تتحدث عن أفكارك، فإنها تبدأ بالحركة والتقّدم إلى الأمام، وتخرج من حالة الركود.

ولتفسير ذلك، علينا أن نفهم أن الأحاديث البشرية غالبًا ما تكون معقدة وتتخذ مسارًا غير متوقع، وعندما تخوض في حديثٍ مع صديق أو خبير حول فكرتك الوليدة، فمن الممكن أن يقدم لك بعض النصائح أو الأفكار الجديدة التي لم تخطر ببالك سابقًا، ربما ينصحك بقراءة كتاب أو مشاهدة فيلم ربما يثري فكرتك ويضيف لها أبعادًا جديدة، أو يعرّفك على شخصٍ ما قادر على مساعدتك في إنجاز الفكرة.

لذلك ربما تكون الحكمة في مشاركة أفكارك مع أكبر قدر ممكن من الأشخاص، وليس العكس!

مقالات مرتبطة

سبعة طرق لإيجاد مرشد لشركتك الناشئة

عند البدء بنشاط تجاري جديد من الأفضل العثور على موجه أو مستشار مساعد وذلك لخبرتهم ...

ما هي الـ NFTs ببساطة

في السنوات الأخيرة، انتشرت مصطلحات مثل العملات المشفرة وتقنية البلوكشين، والآن أصبح مصطلح NFTs (الرموز ...

أربعة أدوات تساعد رواد الأعمال على إنجاز العمل بسهولة

يعتبر رواد الأعمال في وقتنا خبراء في تطبيق التكنولوجيا واستخدامها في إدارة وتسويق أعمالهم. ولكن ...