ثلاثة تحديات تواجه رواد الأعمال وكيفية التغلب عليها
تختلف ظروف بدء العمل التجاري اختلافًا كبيرًا وذلك اعتمادًا على نموذج العمل. لكن وبغض النظر ...
من منّا لا يعرف الشركة العملاقة صاحبة محرك البحث الشهير، جوجل Google؟ ومن منّا لا يتمنى العمل معها والانضمام لطاقم عملها المميز، سواءً كنت مهندسًا أو مبرمجًا أو من ضمن أي اختصاص آخر. ولكن ما الذي يؤهلك حقًا لتكون جزءًا من فريق جوجل أو أي شركة أخرى من الشركات الكبرى والناجحة في العالم؟ هل هي شهادتك ودرجتك الجامعية أم أن هناك عوامل أخرى تلعب دورًا أكثر أهمية؟ جريجوري فيرينشتاين يجيبنا عن هذه التساؤلات ويقدم لنا بعض الأفكار المميزة حول هذا الموضوع في مقاله الوارد على موقع VentureBeat.
يقتبس جريجوري عن مدير قسم التوظيف في شركة جوجل، السيد لازلو بوك، قوله: "عندما تنظر إلى الأشخاص الذين لا يرتادون المدرسة ويشقّون طريقهم في العالم، فهؤلاء بشر استثنائيون. ويجب علينا أن نفعل كل شيء لنجد هؤلاء الأشخاص". وهكذا يبدو أن معيار التوظيف في شركة جوجل وغيرها لا يعتمد على الدرجة الجامعية، فالكثير من الأشخاص يستطيعون تعليم أنفسهم كل المهارات الضرورية للعمل في الشركة بدون الدخول إلى الجامعة حتى، سواءً عبر الدورات التدريبية أو التعليم المهني.
يطرح السيد جريجوري عبر مقاله فكرة مهمة للغاية، وهي المقارنة بين المهارة والخبرة. وضمن هذا السياق، يمكن اعتبار الشهادة الجامعية شهادة خبرة بشكل من الأشكال، فهي تقول لنا أن فلان الحاصل على شهادة جامعية في الصحافة مثلًا، يعرف شيئًا ما على الأقل حول أسلوب كتابة القصص ومقابلة الأشخاص. ولكن هذه الشهادة الجامعية لن تخبرنا فيما إذا كان هذا الخرّيج قادرًا على طرح فكرته أمام الحشود أو بناء موقع الكتروني أو التفكير بشكل إبداعي لحل المشاكل التي تعترضه. ولذلك ينصح الكاتب من يريد التقدم إلى وظيفة ما بإثبات مهارته وإبداعه وليس خبرته فحسب.
ما أهمية التفكير المنطقي؟
يقتبس كاتب الموضوع عن السيد بوك مجددًا قوله: "البشر هم كائنات مبدعة بالفطرة، ولكنهم ليسوا منطقيين وأصحاب تفكير منظم بالفطرة، بل يجب عليهم تعلم هذه المهارات." ويشير السيد بوك إلى أهمية الإحصاء والتفكير التحليلي أيضًا بقوله: "لقد تعلمت الإحصاء في كلية إدارة الأعمال، وقد مثل هذا الأمر نقلة في حياتي المهنية. يمنحك التدريب التحليلي مجموعة من المهارات التي تميزك عن معظم الأشخاص في سوق العمل."
ويقدم السيد جريجوري مثالًا واقعيًا يثبت أهمية التفكير المنطقي والتحليلي عبر الرجوع إلى العام 2010 حين نشرت شركة فيسبوك مقالًا تتحدث فيه عن أن المرشحين السياسيين الذين يمتلكون عددًا أكبر من المعجبين هم أكثر حظًا لربح السباق الانتخابي، ولكن ما حصل هو أن بعض المرشحين الذين ربحوا السباق كانوا يمتلكون عددًا أقل من المعجبين. وهنا يقول الكاتب أن موظفي فيسبوك الذين أجروا الإحصاءات فهموا المنطق الأساسي قليلًا ولكنهم لم يبدوا تفكيرًا منطقيًا، إذ أن غربلة البيانات تتطلب التدريب على التقنيات الحديثة لفهم السببية واستكشاف الأنماط بشكل إبداعي.
يدعونا كاتب الموضوع للتفكير بمثال واقعي للغاية، فكثيرًا ما تجد زميلين في الجامعة، أحدهما يقضي معظم الوقت في اللهو والكسل ومن ثم يحصل على علامات ممتازة في امتحان اليوم التالي، بينما يقضي الآخر معظم ليلته في الدراسة ليحصل على درجة متوسطة في النهاية. وهكذا فإن الدرجة الجامعية لا يمكن أن تخبر الشركة فيما إذا كان مقدم طلب التوظيف هو من النمط الذكي أو المجتهد. ويبدو أن جوجل تبحث عن شخص يتحلى بالعزم والإصرار أكثر من ذلك الشخص الكسول صاحب الإنجازات.
يقتبس لنا جريجوري مرة أخرى عن السيد بوك، قوله: "لا أعتقد بأن المرء لا يجب أن يذهب إلى الجامعة، ولكن معظم من يذهبون إليها لا يعرفون جيدًا لماذا يذهبون، وما الذي يجب أن يخرجوا به منها." فالسيد بوك يعتقد أن الإنسان يجب أن يذهب إلى الجامعة، ولكن عليه أن يعرف أن حصوله على المهارات والخبرات هو أمر أكثر أهمية من الشهادة التي سينالها في النهاية. وهو يشير أيضًا إلى أن شركة جوجل مثلًا تهتم أكثر بأنواع المشاريع التي أنجزها المتقدمون للوظائف أو بما أنجزوه خلال فترة تدريبهم.
وهكذا، فإن هذه النصائح الواردة فيما سبق يمكن أن تكون نصائح ذهبية بالفعل لأولئك الأشخاص الطموحين الذين يبحثون عن فرصتهم للحصول على وظيفة في إحدى الشركات الكبرى والمرموقة في العالم. فالتركيز على المهارات وامتلاك التفكير المنطقي والتحليلي وإثبات العزم والإصرار تبدو أمورًا أكثر أهمية من الشهادات الجامعية التي ربما لا تعني الكثير لمثل تلك الشركات.
تختلف ظروف بدء العمل التجاري اختلافًا كبيرًا وذلك اعتمادًا على نموذج العمل. لكن وبغض النظر ...
اسم الشركة هو ما سيترسخ بعقل الزبائن، وهو ما ستُعرف به شركتك على مدى طويل ...
لا شك بأن التجارة الالكترونية ومنصات التسوق عبر الانترنت قد باتت جزءًا أساسيًا من اقتصادنا ...