" سويفل" Swvl تعلن بشكل مفاجئ عن توسعها نحو باكستان

لطالما عانى سكان المدن الكبيرة والمزدحمة من مشكلة المواصلات العامة والازدحام المروري، ولعل مدينة القاهرة المصرية واحدة من أكثر هذه المدن ازدحامًا وحاجة لحلول مبتكرة وإبداعية. ومن أجل هذا قدمت شركة "سويفل" Swvl الناشئة فكرتها التي تجمع بين الجودة العالية والكلفة المنخفضة، والمتمثلة في استثمار الحافلات الخاصة واستخدامها للنقل العام بطريقة عصرية ومبتكرة.

لمحة عن" سويفل" Swvl وتاريخها وخدماتها

هي شركة مصرية ناشئة، تأسست في عام 2017 بواسطة مصطفى قنديل وأحمد صباح ومحمود نوح، وتتخذ من مدينة القاهرة المصرية مقرًا لها. وتهتم هذه الشركة بتقديم حلول مبتكرة لمشكلة المواصلات العامة في المدن المكتظة عبر تمكين قاطني هذه المدن الذين يضطرون للتنقل يوميًا لمسافات بعيدة من حجز مقاعدهم في حافلات خاصة باستخدام تطبيق الكتروني على الهواتف الذكية يربط أصحاب تلك الحافلات مع المسافرين.

ولا تمتلك الشركة حافلاتها الخاصة، وإنما تبني شراكات مع سائقين وأصحاب حافلات يرغبون بالتعاون معها، وتربطهم بالزبائن عبر تطبيقها الالكتروني، كما توفر للعملاء وسيلة للدفع الالكتروني عبر البطاقات الائتمانية.

وكانت سويفل Swvl قد أعلنت منذ فترة قريبة عن إغلاقها لجولة استثمارية من الفئة B-2 بقيمة 40 مليون دولار، لتبلغ القيمة الإجمالية للجولات الاستثمارية التي خاضتها الشركة أكثر من 80 مليون دولار.

سويفل Swvl تعلن بشكل مفاجئ عن توسعها وإطلاق خدماتها في باكستان

في خطوة غير متوقعة، أعلنت شركة سويفل Swvl المصرية المختصة بتقديم حلول المواصلات العامة عن توسعها باتجاه باكستان وإطلاق خدماتها في مدينة لاهور، لتكون باكستان الدولة الثالثة التي تعمل فيها سويفل بعد مصر وكينيا. وعلى الرغم من نفي مسؤولي الشركة نيتهم القيام بهذه الخطوة لبعض الوسائل الإعلامية. ويبدو أن الشركة تتبع أسلوب التكتم والسرية التامة حول خطط توسعها، إذ كانت الشركة قد صرحت قبل بضعة أسابيع بأنها تخطط للتوسع نحو نيجيريا، إلا أن الوجهة الحقيقية كانت مختلفة تمامًا.

ولم تعلن الشركة عن أية تفاصيل حول عدد خطوط الحافلات التي تخطط لتشغيلها في مدينة لاهور ثاني أكبر المدن الباكستانية، والتي يقطنها حوالي 10 ملايين نسمة. وتتشابه مدينة لاهور مع العاصمة المصرية القاهرة في عدد من الوجوه، فكلا المدينتين تمتلكان نظام مواصلات عامة ضعيف، ويضطر سكانهما لقضاء وقت طويل في الانتقال للعمل، بالإضافة إلى الاحتقان المروري الشديد. ويبدو أن هذه الظروف هي ما يجعل هاتين المدينتين تشكلان فرصة رائعة للشركات الناشئة للعمل فيهما وتقديم الحلول.

منافسة قوية وعوامل منطقية للنجاح

ولكن سويفل ليست اللاعب الوحيد على الأرض الباكستانية، إذا أطلقت شركة Airlift، وهي شركة ناشئة محلية تعمل في نفس المجال، خدماتها في المدينة في وقت سابق، كما أعلنت شركة كريم عن نيتها للتوسع نحو باكستان بعد أن أطلقت خدمة حجز حافلات مشابهة في مدينة القاهرة خلال العام الفائت.

إلا أنه، وعلى الرغم من هذه المنافسة القوية، فإن شركة سويفل تمتلك عوامل النجاح المتمثلة في امتلاكها للموارد الكافية بعد أن كانت قد تمكنت من حصد استثمار كبير قبل فترة قصيرة بقيمة 40 مليون دولار بمشاركة عدد كبير من شركات رأس المال المخاطر، لتكون واحدة من أفضل الشركات الناشئة تمويلًا من منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.

وبالإضافة إلى ذلك، يمتلك فريق عمل الشركة بعض الخبرة حول ديناميكية نظام النقل المحلي في باكستان، فقد عمل السيد مصطفى قنديل لصالح شركة كريم في العديد من المدن الباكستانية، كما أن السيد شاهزب ميمون، وهو مدير قسم التوسع العالمي في سويفل، هو باكستاني الجنسية، وعمل أيضًا مع شركة كريم في باكستان في إدارة التموين قبل انضمامه إلى سويفل في عام 2018.


وهكذا، فإن سويفل بإعلانها عن هذا التوسع المفاجئ وغير المنتظر نحو مدينة لاهور الباكستانية تكون قد أطلقت خدماتها في أولى الدول الآسيوية، ولتكون باكستان ثالث الدول التي تعمل فيها الشركة الناشئة بعد مصر وكينيا، مستفيدة من التمويل الكبير الذي حصلت عليه مؤخرًا ومن خبرة فريقها في العمل داخل باكستان، ولتنجز بذلك وعودها التي أطلقتها سابقًا بالتوسع نحو مدن ودول جديدة، على الرغم من اختلاف الوجهة التي تم الإعلان عنها.