يعاني روّاد الأعمال المهاجرون واللاجئون الذين اضطروا لمغادرة بلادهم في ظل ظروف قاسية، من نقص الموارد والافتقار للدعم الكافي الذي يمكنهم من تحقيق أفكارهم على أرض الواقع وتطوير أعمالهم، كما أنهم يشكلون بأفكارهم الإبداعية ثروة كبيرة مهمشة بعيدة عن أعين المستثمرين. ولمساعدة روّاد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة من المهاجرين واللاجئين على تجاوز كل هذه العقبات، تأسست منظمة "شركات ناشئة بلا حدود" Startups Without Borders.
"شركات ناشئة بلا حدود" تطلق قمتها الأولى الخاصة بروّاد الأعمال في مدينة القاهرة
أعلنت منظمة "شركات ناشئة بلا حدود" Startups Without Borders عن استعداداتها لإطلاق قمتها الأولى الخاصة بروّاد الأعمال المهاجرين، والتي ستعقد بتاريخ 8 و9 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الحالي في العاصمة المصرية القاهرة، وذلك وفقًا لموقع MAGNITT الالكتروني.
وستعقد القمة في الحرم الرئيسي للجامعة الأمريكية في القاهرة AUC، مقابل ميدان التحرير الشهير، بعنوان "فكر عالميًا، من الداخل نحو الخارج"، وتحت شعار "بناء فريق دولي لسوق عالمية". كما ستستضيف ثلاثة مسارات هي: التقنية للصعود والقيادة النسوية والاقتصاديات الإبداعية، وستقوم بإحضار الجهات الفاعلة الدولية في مجال الشركات الناشئة إلى قلب القاهرة، بينما تجمع الوافدين الجدد وروّاد الأعمال المصريين المستقبليين ليلتقوا معًا ويتواصلوا ويشقوا طريقهم نحو التقدم على المستوى العالمي.
أما عن الجهات الداعمة والمشاركة، فسيتم تنظيم وعقد القمة بالشراكة مع حاضنة أعمال الجامعة الأمريكية بالقاهرة AUC V-Lab وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP وشركة فيسبوك، كما ستتم استضافة القمة بالشراكة مع مشروع Telling the Real Story الذي تيسره مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لتعزيز الحوار داخل المجتمع.
وستشتمل القمة على مشاركة العديد من المتحدثين العالميين البارزين مثل تيم دوكينغ، وهو المدير الإداري لشبكة استثمار اللاجئين RIN، والسيدة أنوليكا أجوفو، وهي مديرة الاستثمار المشاركة في صندوق سوروس للتنمية الاقتصادية، وكذلك حزامي برمدا، وهي مؤسسة قمة الشعب العالمية ومختبر الإنسانية.
أهداف واسعة ونشاطات متنوعة لقمة القاهرة
أما عن الأهداف الرئيسية من انعقاد هذا المؤتمر وغاياته، فقد قالت السيدة فالانتينا بريمو، وهي مؤسسة منظمة "شركات ناشئة بلا حدود" ومديرتها التنفيذية: "إذا نظرنا إلى الشركات الناشئة أحادية القرن في وادي السيليكون، فإن 55% من هذه الشركات الناشئة ذات المليار دولار قد نشأت بواسطة مهاجر واحد على الأقل. و43% من قائمة فورتشن 500 انطلقت بواسطة مهاجرين وأولادهم. ومن ناحية أخرى، فإن النظام البيئي الريادي يضيع فرصًا عظيمة: إذ تشير التقارير إلى أن الصناعة التقنية تخسر اليوم فرصة تقدر قيمتها بـ 400 مليار دولار بسبب افتقارها للتنوع. ومع بدء الشركات الناشئة المصرية في التوسع عالميًا، فقد حان الوقت لبناء نظام بيئي قوي يستفيد من التنوع كفرصة."
وإلى جانب الكلمات المهمة للمتحدثين الملهمين واللاعبين الرئيسيين العالميين، فإن القمة ستسمح لروّاد الأعمال بالعمل عمليًا، من خلال مجموعة واسعة من ورش العمل الخاصة بالشركات الناشئة لتحسين أعمالهم، مثل ورشة "مجموعة أدوات التكنولوجيا المالية: كيف يمكن للتكنولوجيا المالية أن تساعد الأعمال التجارية على الانطلاق عالميًا؟" والتي سيتم تقديمها عبر شركة Bootcamp الناشئة.
كما أن القمة لن تكون موجهة إلى روّاد الأعمال فحسب، ولكن أيضًا إلى الشباب الموهوبين الذين يتطلعون لدخول اقتصاد العمل المؤقت gig economy. وبالشراكة مع مشروع Telling the Real Story الذي تيسره مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فستشهد الفعالية سلسلة من ورشات العمل حول الدخول إلى الصناعة الإبداعية ورواية القصص وصناعة المحتوى والعلامات التجارية، مثل ورش عمل حول كيفية صناعة مقطع فيديو جيد لشركة ناشئة أو حول صناعة مقطع بودكاست وغيرها.
كما ستسلط القمة الضوء على التحدي الرئيسي الذي يواجه روّاد الأعمال المهاجرين، ألا وهو التمويل. وبالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ستستضيف القمة لجنة حول الاستثمار المؤثر Impact investment، بالإضافة إلى حوار حول التمويل البديل للشركات الناشئة، بحضور السيد حسن حجازي القادم من سان فرانسيسكو.
وبالإضافة إلى كل ما سبق، ستتضمن قمة القاهرة الضخمة التي تنظمها "شركات ناشئة بلا حدود" نشاطات وفعاليات أخرى عديدة تهم روّاد الأعمال والشركات الناشئة بشكل عام، وتتوجه على وجه الخصوص نحو روّاد الأعمال المهاجرين واللاجئين. وستمد لهم يدّ العون وتقدم لهم الخبرة والعلاقات والمعرفة الضرورية للانطلاق بأعمالهم والتوسع نحو العالمية.