يشكل سوق توصيل الطلبات ساحة كبيرة للتنافس بين الكثير من الشركات الناشئة في مختلف أنحاء العالم. وينطبق هذا الحال بلا شك على سوق توصيل الطلبات المصرية، حيث تتنافس العديد من الشركات، ومنها شركة جلوفو Glovo الإسبانية التي بدأت العمل في السوق المصرية منذ العام الفائت، إلا أن مسيرتها في هذا البلد تمرّ _فيما يبدو_ بالعديد من التقلبات المفاجئة.
لمحة سريعة عن تاريخ الشركة ونشاطها في مصر
تأسست شركة جلوفو Glovo المختصة بتوصيل الطلبات عبر تطبيق الهاتف المحمول في عام 2015 انطلاقًا من مدينة برشلونة الإسبانية، لتتوسع بعد ذلك بشكل سريع، وليمتد نشاطها إلى العديد من دول أوروبا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وشمال افريقيا، وكانت مصر من بين تلك الدول التي احتضنت نشاط جلوفو اعتبارًا من عام 2018.
إلا أن الشركة أعلنت وبشكل مفاجئ في 30 أبريل/نيسان من العام الحالي عن انسحابها من السوق المصرية عبر رسائل وصلت إلى شركاء التوصيل، بدون الإعلان عن ذلك بشكل علني، كما تم في ذلك توجيه إعادة توجيه مستخدمي التطبيق إلى اطلب Otlob، وهو تطبيق مصري مختص بتوصيل الطعام، يتبع لشركة ديليفري هيرو Delivery Hero ويدار من قبلها.
جلوفو تعود مجددًا إلى السوق المصرية
في خطوة مفاجئة أخرى، عادت شركة جلوفو Glovo مجددًا إلى السوق المصرية بعد عدة أسابيع من انسحابها غير المعلن، وبدأت بإطلاق خدماتها بالفعل في بعض مناطق القاهرة.
وكما قامت الشركة بالانسحاب من مصر بشكل غير معلن، فقد عادت إلى السوق المصرية بنفس الطريقة أيضًا، حيث لم يتم نشر أي إعلان رسمي عن عودة الشركة للعمل في مصر، إلا أن بعض المصادر تشير إلى عودة عمل التطبيق الخاص بالشركة بشكل جيد في العديد من مناطق القاهرة.
ويأتي ذلك بعد حديث العديد من شركاء التوصيل الذين يعملون لصالح شركة جلوفو عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تلقيهم لرسائل من الشركة الإسبانية تتحدث عن عودة نشاطها إلى مصر. ووفقًا للمعلومات المتداولة عبر هذه الوسائل، فإن جلوفو التي بدأت نشاطها بالفعل في بعض المناطق، يُتوقع أن تنهض من جديد في مناطق أخرى مثل المعادي وهيليوبوليس خلال الأسابيع القليلة القادمة قبل أن تتوسع مجددًا نحو الإسكندرية مع نهاية الشهر القادم.
هيئة المنافسة المصرية تتدخل في القضية
يذكر أن غلوفو عادت إلى مصر بعد أسبوعين من طلب هيئة المنافسة المصرية من الشركة استئناف عملياتها في البلاد. وكانت الهيئة قد اتهمت كلًا من غلوفو و Delivery Hero بالاشتراك في ممارسات معادية للمنافسة من خلال التوقيع على اتفاقية تحاصص السوق، وهي اتفاقية تستخدمها الشركات المتنافسة لتقاسم السوق والزبائن، وهو ما أدى إلى خروج جلوفو من مصر.
ولكن على الرغم من أن جلوفو كانت قد أعلنت _بشكل غير معلن_ عن انسحابها من السوق المصرية، إلا أنها كانت لا تزال في مرحلة تصفية عملها في مصر. وكانت هيئة المنافسة المصرية قد طلبت من جلوفو نهاية الشهر الفائت عبر بيان أصدرته، عدم المتابعة في عملية التصفية.
وفي هذه الأثناء انتقل عدد كبير من طاقم عمل جلوفو، بمن فيهم الموظفون الإداريون الذين كانوا يقودون عمل الشركة في مصر، إلى وظائف جديدة أو التحقوا بالشركة الإسبانية. وتلمح بعض المصادر إلى أن عمليات جلوفو تُدار الآن من قبل شخص تابع لمكتب الشركة في برشلونة يعمل على أرض الميدان في القاهرة، إلا أنه لم يسبق له أن عمل في مصر من قبل.
وهكذا، فإن شركة جلوفو تعود من جديد إلى السوق المصرية بعد أن كانت قد أعلنت عن خروجها من مصر في نهاية شهر أبريل الفائت، لتكمل بذلك سلسلة من التقلبات وعمليات المد والجزر التي ميزت نشاطها في السوق المصرية منذ دخولها إليه. ويبدو أن لهيئة المنافسة المصرية دورًا في هذه العودة غير المعلنة حتى الآن.